سوريا الإعلامية | زينب حيدر
تعددت أسباب المعاناة والهجرة واحدة, فقد بات مشهد الهجرة طبيعياً لدينا فالسوريون يخاطرون كل يوم بأموالهم وحياتهم وعوائلهم عبر الخوض في رحلة إلى المجهول يتحكم بها مجموعة من تجار الأرواح الذين يستغلون حاجة المهاجرين في البحث عن حياة أفضل.
ولأهمية الموضوع أقامت مؤسسة سوريانا للعمل التطوعي بالتعاون مع وزارة الثقافة ندوة بعنوان (الهجرة بين الواقع والمعنى) حاضر فيها الدكتور بهجت عكروش مدير مشروع شفا والدكتورة أيسر ميداني رئيسة شبكة نوستيا.
وبدأ الدكتور بهجت حديثه بطرح عدة تساؤلات مهمة حول الهجرة وتحدث عن أسبابها فقال “لدينا أسباب كثيرة فهل تقع كلها في نفس التصنيف؟” وأضاف “إن للهجرة تأثير سلبي على مجتمعنا وتأثير إيجابي على المجتمع الأوروبي, فالمجتمع الأوروبي كهل ليس لديه شباب كافٍ لإدارة عجلة الاقتصاد ولذا فهم يعملون على تفريغ المجتمع السوري من الطاقات الفكرية والعلمية والثقافية وغيرها الموجودة فيه والذي يؤدي إلى تقويضه, وكما نعلم فالسوريون هم المتميزون في أي مكان في العالم وهذه حقيقة واضحة, والهجرة تهدف أيضاً إلى تفريغ العائلة السورية من محتواها الاجتماعي” وأكمل “إن التشخيص الصحيح للحالة يؤدي إلى معالجتها بالشكل الصحيح” وختم بقوله “يجب عدم تخوين كل من هاجر فلكل إنسان سببه في الهجرة”.
ومن جانبها تحدثت الدكتورة أيسر عن معاناة السوريين في الدول الأوروبية ومن ضمن حديثها “على كل شاب سوري يعتقد أن خارج سورية كل شيء رائع أن يعيد التفكير مليا في ذلك, وعلينا التفريق بين مصطلح لاجئ ومصطلح مهاجر فالمهاجر يخرج بأوراق رسمية إما للعمل أو للدراسة” ونوهت “إن الدول الأوروبية يجندون السوريين ضد بلدهم حيث توجد ورشات عمل قائمة على قدم وساق من أجل ذلك.”
وتخللت الندوة مداخلات من الحضور فرأت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة السابقة أنه يجب عدم تحميل الشباب مسؤولية ما يحدث معهم وإنما المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الفساد والإرهاب الذي دفع بالشباب إلى ال تفكير بالهجرة، محذرة من التفكير بمبدأ القطيع الذي يقول أن الجميع في ظل الظروف الحالية يجب أن يهاجروا ويتركوا بلدهم.
وبدورها الآنسة ميس خليل المسؤولة الإعلامية بمؤسسة سوريانا حدثتنا في تصريح لوكالة سوريا الإعلامية “استكمالا للفعاليات التي نقوم بها نحن كفريق شبابي ونتيجة الظروف التي نشهدها الآن من هجرة كثيرة أقمنا هذه الندوة والهدف منها هو الوقوف على أسباب الهجرة وتداعياتها وآثارها السلبية, وكما نعلم أن الدول الأوروبية هي من ساهمت في جلب الإرهاب إلى سورية والآن هي تتباكى على اللاجئين السوريين وساهمت في هجرتهم, والسوريون هاجروا بسبب الإرهاب والظروف المعيشية الصعبة التي كانوا يعانون منها, وحاولنا أن نسلط الضوء على هذا الموضوع وتقديم بعض الحلول علنا نكون مساعد للحكومة كمؤسسة شبابية وكإعلاميين لوقف هذه الهجرة إلى الدول الأوروبية.”
وفي ختام الندوة كُرّم كل من الدكتور بهجت والدكتورة أيسر والمدام جانسيت كازان رئيسة مؤسسة أم الشهيد.[tie_list type=”checklist”][/tie_list]